كَفّنينــي يا أمّاه ...

دَثرينـي يا أمّاهُ بِرِداءِ الطُّهـر والعَفاف
واحضُنينـي بأكُفّك البيضـاء..
امسحي جسدي المنهـك الهزيــل
من شوائب الأيام العِجـــاف..



هاتِه بِذلتي.. وبقايا الكَراريسِ والأقلام
أرجوحَتي .. وبَيتي الطاهر الجميـل..
استَوَى التراب .. بالتراب
وتلطّخت بدماء وريدي الشّفاف..



ما عادَت أحلامي الطفوليـة تعنيني..
فَأنا ألفُ جسـدٍ في سواعِدِ الأمناء
وَدُرّة مكنونة صعبـةَ القِطـــاف..



كَفّنينـي يا أمّاهُ بالثوب الأبيض النّقي..
واطبَعِي جبينـي بِقُبلةِ الحب والوفاء
لا تَيأسي .. وَلا تحزَنـي ..
وتَعطّري بِمِسكـي الزُّلالِ العبِقِ بالأرجاء..
فَدَربي جنة سـارعت بها مقاديرُ الألطـاف..



أمّاهُ أرضي لن تصير جَرداء..
ولن تركـعَ بِاستجــــــــــــداء..
رغمَ الريح العاتيـة الصّـرصَــر
وأصداء اللهـب المحتضَـــــــر
وسُيُولِ النّعي الزاجـر للأهــــــادف ..



فَغَداً سَتَتَفتّحُ ورودُ الطّيبِ في الشريان..
وتَرتَمي أغصان الزيتونِ بشوقٍ للأحضان..
سَتُمطرُ سماءُ العِزّةِ العنبرَ والريحــــــان..
ويَحيـــنُ موعدُ ُ يَقصِمُ أوكـَارَ الضّعــــــاف..



هلُمّي يا أمّاه ..
أطلِقِـي زغاريدَ تُنصفُ أوصاليَ المشلولة..
افرحِـي .. ابتسمِـي ..
فَعُرسي اليومَ طوى أشرعةَ حياةٍ مخذولة..
فَلتقتَدنـي دُفوفُ الحبيب إلى موكِبِ الزفــاف...