ابراهيم العمري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نصيحه ( لحجاج بيت الله الحرام )

اذهب الى الأسفل

نصيحه ( لحجاج بيت الله الحرام ) Empty نصيحه ( لحجاج بيت الله الحرام )

مُساهمة  Admin الأربعاء يناير 14, 2009 8:45 am

بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،


[ نصيحة ] لحجاج بيت الله الحرام !

سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى كل من يطلع عليها من حجاج بيت الله الحرام
والمسلمين في كل مكان . إخواني حجاج بيت الله الحرام : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فمرحبًا بكم في بلد الله الحرام ، وعلى أرض المملكة العربية السعودية التي شرفها الله تعالى بخدمة الحجاج والعمار والزوار الذين يفدون إليها من كل مكان ، ومنَّ عليها بخدمة المقدسات وتأمينها للطائفين والعاكفين والركع السجود .

وأسأل الله - عز وجل - أن يكتب لكم حج بيته وزيارة مسجد رسوله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - في أمن وإيمان ، وسكينة واطمئنان ، ويسر وقبول ، وأن تعودوا إلى دياركم سالمين مأجورين وقد غفر الله لكم وآتاكم من فضله إنه جواد كريم ، وبالإجابة جدير .

إخواني حجاج بيت الله الحرام : المسلمون بخير ما تناصحوا ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر ،
وتعاونوا على البر والتقوى ، ولذلك فإني أذكر إخواني حجاج بيت الله الحرام ،
بأنهم في أيام فاضلة وأماكن مباركة ، وأنهم قدموا من ديار بعيدة وتحملوا مشقات كثيرة
استجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وقيامًا بواجب عظيم ، وعمل صالح جليل ،
أمرهم الله تعالى به حيث قال :
﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ . [ آل عمران : 97 ]
، وهذا يقتضي منهم أمورًا ينبغي المحافظة عليها والعناية بها ، حتى يكون حجهم مبرورًا ،
وسعيهم مشكورًا ، وذنبهم مغفورًا بتوفيق من الله وعون ، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
ومن هذه الأمور :

أولاً

• : يجب على الحاج وغيره أن يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل عمله خالصًا لوجهه الكريم
حتى يقع أجره على الله ، وينال ثوابه ،
قال تعالى : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ .
[ البينة : 5 ]
وقال تعالى : ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ . [ الكهف : 110 ] .

ثانيًا

• : يجب على الحاج وغيره أن يكون العمل الذي يتقرب به إلى ربه مما شرعه الله تعالى لعباده ،
وأن يقتدي في أدائه بنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، القائل : ( خذوا عني مناسككم ) .
[ رواه مسلم - رحمه الله - ] ، والقائل : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) . [ رواه البخاري - رحمه الله - ] .

وقد قال الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ . [ الأحزاب : 21 ] . فالعمل مهما كان صاحبه مخلصًا فيه لله ولم يكن متابعًا فيه لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو مردود عليه لا يقبله الله ، للحديث الصحيح الذي يقول فيه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - :
( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ] .

والله - عز وجل - يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم - :
﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ . [ آل عمران : 31 ] .

ثالثًا
• : يجب على الحاج وغيره أن يكون على علم وبصيرة بأمور دينه حتى يقوم بها قيامًا صحيحًا ، ويؤديها أداءً سليمًا على الوجه المشروع ؛ فقد قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ . [ يوسف : 108 ] . وقد أمرنا الله تعالى أن نسأل أهل العلم فيما أشكل علينا من أمور ديننا ، فقال سبحانه : ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ . [ الأنبياء : 7 ] . وفي " الصحيحين " عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ) .
وإنك أخي الحاج ستجد بعون الله في مكة المكرمة ، والمدينة النبوية ، وفي المشاعر المقدسة ، وفي مؤسسات الطوافة بمكة ، والأدلاء بالمدينة ، علماء عينتهم الدولة - حرسها الله - للإجابة عن أسئلة واستفسارات الحجاج فيما أشكل عليهم من أمور حجهم وعمرتهم خاصة ، ومن أمور دينهم عامة وذلك مما يسره الله تعالى للحجاج بفضل منه سبحانه ، ثم بفضل حكومة خادم الحرمين الشريفين ، الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية - وفقه الله - حتى يكون الحجاج على علم ومعرفة بالحق والصواب فيما يفعلون وفيما يتركون . فلا تتردد يا أخي في سؤالهم والاستفادة منهم حتى تكون على بينة من أمرك . قال تعالى : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾ . [ الزمر : 9 ] ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقا إلى الجنة ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - ] .

رابعًا
• : يجب على الحاج وغيره أن يعلم أن ما شرعه الله لعباده من طاعات وقربات ، وما أحل لهم وحرم عليهم من أقوال وأفعال ، إنما هي لتزكية أنفسهم وصلاح مجتمعاتهم ، وعلى حسب إخلاصهم له ، وصدقهم في العمل معه يكون انتفاعهم بذلك في الدنيا والآخرة ، وثواب الله خير وأبقى ، قال الله تعالى : ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ . [ الأعلى : 14 - 15 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ . [ الشمس : 7 - 10 ] ، وقال الله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ . [ النحل : 97 ] .

والحج - أخي الحاج - من أعظم ما فرض الله على عباده لتزكية أنفسهم وسلامتها من العداوة والبغضاء ، والشح والإيذاء ، ورغبتها فيما عند الله وتذكيرها بلقائه يوم الدين ، لما فيه من بذل الجهد ، وإنفاق المال ، وتحمل المشاق والصعاب ، ومفارقة الأهل والأوطان ، وهجر الأعمال الدنيوية ، والإقبال على الله بالطاعة والعبادة ، والاجتماع بالإخوان في الله الوافدين من سائر أنحاء الأرض : ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ﴾ . [ الحج : 28 ] .

فليحرص الحاج على ما يرضي ربه ، ويكثر من تلبيته وذكره ودعائه والتقرب إليه بالمواظبة على فعل الطاعات ، والبعد عن السيئات ، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( إن الله تعالى قال : من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... ) . - من حديث - [ رواه البخاري - رحمه الله - ] .

وولي الله : هو المؤمن بالله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، المستقيم على دينه ، بامتثال أمره واجتناب نهيه ، كما قال سبحانه : ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴾ . [ يونس : 62 - 63 ] .

ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الحاج وغيره المحافظة على أداء الصلوات المفروضة جماعة في أوقاتها وفي المساجد التي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه ، ولاسيما المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، فإن لهما ميزة عظيمة على سائر المساجد ، والله يضاعف فيهما أجر الصلاة ، فعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه ) . [ أخرجه أحمد ، وابن ماجة - رحمهما الله - بإسناد صحيح ، وأخرج الإمام أحمد مثله عن ابن الزبير وصححه ابن حبان ، وإسناده صحيح ] . وهذا خير جزيل وفضل من الله عظيم ينبغي العناية به والحرص عليه ، يقول الله تعالى : ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ . [ آل عمران : 133 ] .

خامسًا
• : يجب على الحاج وغيره أن يحفظ لهذه الأماكن المقدسة حرمتها ، فلا يهم فيها بعمل سوء ، فقد توعد الله من فعل ذلك بعذاب أليم ، قال تعالى : ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ . [ الحج : 25 ] . قال عطية العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في بيان معنى الظلم في هذه الآية : ( هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك ، من إساءة أو قتل ؛ فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقاتلك ، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم ) . [ ذكره ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية ] .

فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة أن لا يؤذي بعضهم بعضًا ، لا في نفس ولا في مال ولا في عرض ، بل يجب أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا ، وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، التقوى هاهنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) . [ رواه مسلم - رحمه الله - في " صحيحه " ] .

وقد حرم الله إيذاء المؤمنين والمؤمنات بأي نوع من الإيذاء ، في كل مكان وفي كل زمان ، فكيف بإيذائهم في البلد الأمين ، وفي الأشهر الحرم ، وفي وقت أداء المناسك ، وفي مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟! لا شك أن هذا يكون أشد إثمًا وأعظم جرمًا ، قال الله تعالى : ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ . [ البقرة : 197 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ . [ الأحزاب : 58 ] .

فالمطلوب من الحاج أن يكون سلمًا على نفسه ، سلمًا على غيره ، من إنسان وحيوان ، وطير ونبات ، ولا ينالهم منه أذى ، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، وحرمة المسلم عند الله عظيمة ، وظلمه معصية كبيرة ، والظلم عاقبته وخيمة . قال الله تعالى : ﴿ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴾ . [ الفرقان : 19 ] .

Admin
Admin

المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 12/01/2009
الموقع : www.ibrahemalomari.googlepages.com

https://imio94.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى